قالت مستغربة أيعقل أن تترك عملك مع تعبك ومرضك وتقطع كل المسافة ليلا لكي تمسي عندك امك في هذا اليوم ثم تعود .... فقلت
لأنك احلى عيون الندى
وأنقى فؤادا بماء الصفاء
لأنك تمشين فوق التراب
ورجليك من جنة في السماء
لأنك تطهين خبزا وتمرا
به قد تربت عرى العظماء
لأنك أنت التي استطيع
أحبك جهرا بدون حياء
لأن عصاك التي آلمتني
أرتني الرجولة قبل النماء
لأن هزيمك في مسمعي
عدت لي لسانا على الخطباء
لأنك كنت تجرينني
على قدمي بدون حذاء
إلى قمة والبرايا ازدراء
وعينك نار ونور تضاء
أيا أمي ما شئت أغدو عظيما
ولكن عزمك في يشاء
لأني إذا تهت عدت إليك
فحضنك أمن وعز إباء
لأني مريض ببعدك عني
وفي راحتيك يكون الشفاء
لأجل الذي قد كتبت وقلت
لأجل الذي لم تسعه الهجاء
خذيني بحضن كما كنت دوما
تناغينني في بساط المساء
دعيني أقبل رأسا وأبكي
وكفا وأبكي به ما أشاء
دعيني اطهر دمعي عليك
فأنت الطهور لكل شقاء