الفرق بين الحق والباطل

.
بسم الله الرحمن
الرحيم

أهل الحق وأهل
الباطل

من الصعب أن تبحث عن الحق وتتمسك به وتضحي من أجله, أما السهل فهو أن تقنع
نفسك أنك على الحق وتهنئ نفسك به وتعيش على وهمك حتى تعلم الحق يوم القيامة وتصدم
به.

إذا لم يكن هناك مواصفات ثابتة لأهل الحق فأهل الباطل معذورون في بقائهم
على الباطل, أما إذا وضحت صفات أهل الحق وأهل الباطل فلا مجال لأهل الباطل إلا
بخداع أنفسهم وأن يصموا آذانهم ويعموا أبصارهم فلا يرون إلا ما لديهم.

لابد أن يكون هناك فروق بين أهل الحق وأهل الباطل, من هذه الفروق:

-
إن أهل الحق لديهم مرجعية يحكمون بها على الأمور,
فتدلهم على الصواب فيتبعوه وعلى الخطأ فيجتنبوه, أما أهل الباطل فلديهم أمور
يتبعونها ويتمسكون بها, يحكمون عليها بالصواب ويحكمون على غيرها بالخطأ, وكل جهدهم
هو أن يبحثوا عن مرجعية تؤكد أو تثبت صواب ما لديهم , ولا يقبلون شيئاً يثبت
خطأهم.

-
إن أهل الباطل لا يستطيعون مفارقة ما هم عليه
مهما كانت الأسباب والحجج والبراهين, ولهذا فهم يضيقون بالحجج والبراهين, ويتفننون
في الزود عن موقفهم بكل سبيل دون التقيد بمنطق أو عقل أو فطرة(مرجعية القيم
والأخلاق والمثل العلا في النفس البشرية).

-
إن مرجعية أهل الحق: المنطق والفطرة ومنهج
الإعمار في الأرض(أن يكون الكون أكثر جمالاً وتقدماً وأمناً وروعة وهدوءً للناس
أجمعين وليس لفئة دون فئة), أما منهج أهل الباطل فهو ما ورثوه وما ألفوه, أو ما
فيه مصلحتهم ومنفعتهم وتلذذهم.

-
إن أهل الحق يبذلون الجهد ليتوافق ما هم عليه مع
المنطق والفطرة والإعمار, بينما يبذل أهل الباطل الجهد في التشكيك في المنطق
والفطرة ومنهج الإعمار.

-
إن أهل الحق يحبون الحديث الصادر من المنطق
والفطرة وإعمار الكون, بينما يتوتر أهل الباطل كلما ذكرت مثل هذه الأمور.

-
ينجذب أهل الحق لكل من يلتزم بالمرجعية التي
خلقها الله داخل كل نفس بشرية, حتى لو لم يكن على دينهم أو جنسيتهم أو لونهم او
فكرهم أو ثقافتهم, بينما ينجذب أهل الباطل لكل من كان على عملهم ودينهم وجنسيتهم
وفكرهم .

-
يقبل أهل الحق على من يحدثهم من خلال المنطق
والعلم والقيم, بينما يمتعض أهل الباطل من ذلك وينشرحون لمن يحدثهم من خلال
الانتماء (للفكر والوطن والدين والجنس) والعاطفة والمصالح والمتعة.

-
إن أهل الحق يخضعون للمرجعية التي قبلوها على
أنفسهم وعلى غيرهم, أما أهل الباطل فيقبلون المرجعية التي تتفق مع عملهم وما هم
عليه وما فيه مصلحتهم, ويرفضونها هي نفسها إذا أدانتهم: {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ
لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ * وَإِن يَكُن لَّهُمُ
الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ} ( 49,48) سورة النــور

-
أهل الحق يتصفون بالوجل والخشية والخوف والحذر,
ولهذا فهم وقافون أمام الدليل والبرهان, أما أهل الباطل فيتصفون بالتسرع والجرأة
والركون التام لموقفهم دون أن يظهر منهم أي بادرة لاحتمال التوقف لتبين الأدلة
والبراهين.

-
إن القيم والمثل العلا أعظم عند أهل الحق من
المصلحة واللذة والمتعة والانتماء, بينما يضع أهل الباطل القيم والأخلاق والمثل العلا
في ذيل أولوياتهم.

-
يتصف عمل أهل الحق بالخير والنماء للناس أجمعين,
بينما يحرص أهل الباطل على الخير والنماء لهم وحدهم وهم من يخرج منهم الفساد في
الأرض.

-
يتصف أهل الحق بأنهم بناؤون للحضارة والتقدم
والرقي, بينما نجد أن أهل الباطل مستهلكون للحضارة والتقدم والرقي, هذا إذا لم
يكونوا معوقين أو مدمرين لها.

-
أهل الحق يتصفون بالقدرة الكبيرة على التخلي
والتحلي, التخلي عما هم فيه من سوء أو حق والتحلي بما يحكمون به على أنه حسن أو
أحق مما هم عليه.أما أهل الباطل فيتصفون بالجمود, فلا يتخلون عما هم عليه مهما
كانت الأسباب أو الحجج والبراهين, إلا إذا أخضعوا لذلك جبراً لا اختياراً.

-
أهل الحق يردون على الدليل بالدليل والبرهان الذي
يقبله أي فرد محايد,أما أهل الباطل فيزوغون ويهربون لطرق جانبية ويبرهنون ببراهين
لا يقبلها إلا من هو على شاكلتهم.

-
أهل الحق يصبرون على أهل الباطل ولا يضايقهم
وجودهم بينهم لأملهم في هدايتهم, أما أهل الباطل فلا يطيقون أهل الحق بينهم
ويتفننون في إيذائهم أو مضايقتهم أو طردهم أو قتلهم:

·
{وَإِذْ
يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ
يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (30)
سورة الأنفال.

·
{وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ
بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى
يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} (87) سورة الأعراف

·
{قَالَ
الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ
وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا
قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} (88) سورة الأعراف

·
{وَقَالَ
الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ
لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ
الظَّالِمِينَ} (13) سورة إبراهيم

·
{وَإِذَا
تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا
الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ
أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ
كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (72) سورة الحـج

ومن صفات
أهل الحق أنهم يحسنون الظن حتى بمن ينتقدهم ويحملون الكلام على أحسن وجه,
أما أهل الباطل فسوء الظن ديدنهم, وتفسير الأمور بأسوأ احتمال, والشك في
كل كلمة حق تقال لديهم, فإذا قلت إن من صفات أهل الحق كذا, قالوا: هل
تقصد أننا لسنا أهل الحق؟, وإذا قيلت صفات أهل الباطل أو ذكر أحد سلوكهم
ظنوا أنه يقصدهم بكلامه,{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ
وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ
يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ
قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (4) سورة المنافقون

هذا بعض ما استطعت حصره في صفات
أهل الحق وأهل الباطل, أسعد بإضافاتكم وبرأيكم.

مشكوره انجل
موضوعك عن جد رائع ومفيد
تقبلى مرورى

مشكوره انجل
موضوعك عن جد رائع ومفيد
تقبلى مرورى